ذات ليلة رمضانية باردة

” الساخر كوم ”

(( من قراءات التراث الشعبى ))

فى تلك الليلة الرمضانية الباردة ، وبعد أن تناول ذلك الرجل الفاضل إفطاره المتواضع خرج يتمشى وحيدا وقد ركبته الهموم لضيق ذات يده وتكالب الديون عليه
سار مستغرقا فى أفكاره ، وفجأة وجد نفسه قد خرج من المدينة إلى الصحراء الباردة الموحشة
أحس بالخوف لكنه لمح ضوءا قريبا فسار إليه
وجد خيمة كبيرة جدا بها مجموعة من الرجال يرتدون ثيابا بيضاء ناصعة وقد جلسوا على بساط أخضر جميل و اتكئوا على وسائد كبيرة من قماش منقوش بالورود والزهور
ألقى عليهم السلام فردوا عليه مرحبين ، وقام أقربهم إليه فأخذ بيده إلى مكان بين الجالسين
كان يجلس فى صدر الخيمة شيخ مهيب الطلعة تبدو عليه سمات الوقار بلحيته البيضاء وعمامته الكبيرة
كان المكان معبقا بالروائح العطرية المنبعثة من المباخر المعلقة بالخيمة
طاف بعض الشباب منهم يقدمون إلى الجالسين شراب القرفة الساخن ، شربه فأحس بالدفء يسرى فى أوصاله ، قدموا له تمرا لم يأكل أجمل منه فى عمره كله
قام أحدهم فأذن لصلاة العشاء ، فهب القوم إلى الصلاة ، كان الشيخ المهيب الطلعة إمامهم
رتل بصوت عذب رخيم يفيض بالخشوع والإجلال لله
سالت دموعه تغسل هم نفسه وهو يسمع الآيات فتمس شغاف قلبه و شفيف روحه
انتهت الصلاة فعاد القوم إلى مجالسهم ، وعاد معهم بروح غير التى أتاهم بها
انطلقت أصواتهم الجميلة بالإنشاد الدينى الجميل فأنشد معهم وقلبه يرفرف بالسعادة
إنتهى الإنشاد فقام يسلم على الشيخ ويشكره

سأله الشيخ
… هل استمتعت معنا الليلة
… جدا كل شئ جميل لقد أسعدتمونى وغسلتم كل همومى ، أشكركم من كل قلبى
…. حسنا خذ هذه الصرة ولا تفتحها قبل عودتك إلى منزلك
شكر الشيخ ومضى
عندما وصل إلى بيته فتح الصرة فوجدها فوجد بها حليا من الذهب
باع الذهب وسدد كل ديونه وعاش فى بحبوحة وسَعْه
كان له جار حاقد سرعان ما لاحظ تغير حاله فسأله من أين سدد ديونه وأصلح حاله -وكأى رجل طيب – أخبره بالقصة كلها
لم يضع الحاقد وقتا فخرج يبحث عن الخيمة حتى وجدها
دخل وجلس بينهم متململا ، قدموا له القرفة والتمر ثم أُقيمت الصلاة
وقف بينهم فى الصلاة متأففا من إطالة الإمام للقراءة
إنتهت الصلاة وجلسوا وبدءوا فى الإنشاد فكاد صبره ينفذ
ما أن انتهى الإنشاد حتى قام ليسلم على الشيخ
سأله الشيخ
… هل استمتعت معنا الليلة
… سأكون صريحا معكم الجلسة على الأرض متعبة لماذا لا تشتروا مقاعد للناس
ثم لماذا لا تقدمون الشاى أو القهوة هل لأنها أغلى قليلا ، كما إن القراءة فى الصلاة طويلة جدا والأناشيد ركيكة بعض الشئ المهم أعطونى الصرة حتى أنصرف لأن لدى موعد
سمع صوتا قويا يقول
…. خذ
وفى نفس اللحظة انطفأت الأنوار وهوت صفعة ثقيلة على قفاه ووجد نفسه يقف وحيدا فى الصحراء وقد اختفى كل شئ
فقد كانوا مجموعة من الجن المؤمنين يعقدون اختبارا لنفوس الناس
…..
….
….
فى الحياة تقابل الكثيرين العاجزين عن الإحساس بأى جمال أو رؤية أى إنجاز ، يرون كل شئ قبيح لخلو نفوسهم من أى عدل أو جمال
…..
….
نصيحة من جانبى
عندما تقابل أحدهم لا تتردد أبدا فى …….. صفعه على قفاه

مصراوى

Archived By: Crazy SEO .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حدث في أحلى ليالى العمــــــــر

هـو مـوضـوع ...... مـحـرج شـويـه !