” الساخر كوم ” الليلة أجمل ليالي العمر . انتهى حفل الزفاف الجميل وتوجهنا سويا إلى منزلنا الأنيق تحفنا سعادة شاملة . أخيرا تحقق الحلم وسنبدأ حياتنا معا. دخلنا إلى الشقة و أغلقت بابها فأحسست بأمان عميق وراحة فياضة . نظرت إلى وجه زوجتى المتورد حياء وأمسكت بيديها وأنا أبتسم . جلسنا على الأريكة الوثيرة نتحدث ونستعيد أحداث الحفل البهيج فجأة خيل إلى أن هناك أصواتا تنبعث من حجرة الصالون . أصخنا السمع ، لاشك في الأمر إنها بالفعل أصوات لأناس يتحدثون أسرعنا إلى الغرفة. كان بابها مغلقا ولكن ينبعث من خلفه نور مضاء . فتحت الباب لأجد مشهدا مذهلا كان بالغرفة سبعة أشخاص ، أربعة رجال أحدهم في ثياب ضابط شرطة و امرأتان يتبادلون الأحاديث وأمامهم بقايا طعام وشراب احتبست أنفاسي من هول المفاجأة ثم تمالكت نفسي وصرخت — من أنتم وماذا تفعلون هنا وكيف دخلتم بيتي ؟ رفعوا إلى وجوها جامدة قبل أن يصيح الضابط متهللا — ألف مبروك يا عريس . ألف مبروك يا عروسه لماذا تأخرتم كدنا أن ننام — تناموا !!!! من أنتم سوف أبلغ الشرطة لابد أنكم لصوص مجرمون ضجوا بالضحك قبل أن يتمالك الضابط نفسه ويقول ...
” الساخر كوم ” لا أستطيع ان أحدد كيف بدأ الأمر بالتحديد ، من المؤكد أنه بدأ معى منذ الصغر لسبب ما ، أعتقد أن السبب يكمن فى ورشة النجارة التى تقع فى الطريق من بيتنا فى الحى القديم الى مدرستى الابتدائيه أعتقد أان افتتانى بحرفة النجارة يعود الى تلك المرحلة من العمر ، لا أدرى ما الذى جذبنى الى تلك الحرفة ؟ لا شك أنه مظهر النجار نفسه بالقلم الرصاص خلف أذنه وطريقته فى القياس وتشكيل الخشسب بدقة متناهية. كنت أرى عمال تلك الورشة وهم منحنون على الألواح الخشبية يرسمون عليها ويخططون فأشعر أنهم من عظماء الفنانين . كنت أحدث نفسى دوما بأنها مهنة لاتقبل أى خطأ وأن مليمترات قليلة بالزيادة أو النقص تفسد العمل كله . ترسخ ذلك الأعجاب فى نفسى وأصبح حلمى الغير معلن أن أكون نجارا فى أحد الأعياد تجمع الاقرباء بأسرهم وأطفالهم ببيت جدى يرحمه الله وكنت أنذاك فى التاسعة من عمرى وفجأة طرح أحد الأعمام ذلك السؤال المعتاد على من هم فى سن الطفولة المبكرة ( لما تكبر عايز تكون إيه ؟ ) اختار كل طفل مهنة وتركزت الاجابات حول الدكتور والظابط وسط الدعوات من الأمهات والاباء بان يتحقق لهم ما يتمنون وعندما حان دورى ...
تعليقات
إرسال تعليق